للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمراء وتروحون شهداء، اللهم اذ رفعت عنا النصر فلا تحرمنا الصبر والأجر ثم قال:

لم يبق إلا حسبي وكفني ... وصارم تلذه يميني

وقاتل حتى قتل.

وأنشد أبو مسهر للفرزدق من أبيات:

لقد صبر الجراح حتى مشت به ... إلى رحمة الله السيوف الصوارم

[جرجة بن عبد الله الرومي]

أسلم على يدي خالد بن الوليد يوم اليرموك وحسن إسلامه، وقاتل الروم فاستشهد في يومه. وكان قائدا من قواد الروم وخرج يوم اليرموك حتى كان بين الصفين، ونادى: ليخرج إلي خالد، فخرج إليه خالد وأقام أبا عبيدة مكانه، فوافقه بين الصفين حتى اختلفت أعناق دابتيهما وقد أمن أحدهما صاحبه، فقال جرجة: يا خالد، اصدقني ولا تكذبني، فان الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاكه فلا تسله على جند أبدا إلا هزمتهم؟ فقال: لا. قال: فبم سميت سيف الله؟ فقال: إن الله عز وجل بعث فينا نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعانا فنفرنا منه ونأينا عنه جميعا، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه، وبعضنا كذبه وباعده، فلما ناوأنا كنا على ذلك، فكنت فيمن كذبه وباعده وقاتله، ثم إن الله عز وجل أخذ بقلوبنا ونواصينا إليه، فهدانا به فتابعناه فقال: أنت سيف من سيوف الله سله الله على المشركين. قال: صدقتني. ثم أعاد عليه جرجة: يا خالد، أخبرني إلام تدعون؟ فقال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله والإقرار بما جاء من عند الله. قال: فمن لم يجبكم؟ قال: فالجزية ونمنعكم. قال: فمن لم يعط هذا؟ قال: نؤذنه بحرب ثم نقاتله.

<<  <  ج: ص:  >  >>