للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال عبد الملك بن مروان، ويروى أنه قائل الشعر: من البسيط

إن يمكن الله من قيس ومن جرشٍ ... ومن جذامٍ ويقتل صاحب الحرم

نضرب جماجم أقوامٍ على حنقٍ ... ضرباً ينكّل عنا غابر الأمم

لما قدم عبد الملك بن بشر بن مروان الكوفة قعد ابن عبدل بين السماطين وقال: أصلح الله الأمير، رؤيا رأيتها أحب أن تعبرها قال: قل. فأنشأ يقول: من الكامل

أغفيت قبل الصّبح نوم مسهّدٍ ... في ساعة ما كنت قبل أنامها

فرأيت أنّك جدت لي بوليدةٍ ... مغنوجةٍ حسنٍ عليّ قيامها

وببدرةٍ حملت إليّ وبغلةٍ ... شهباء ناجيةٍ يصلّ لجامها

فسألت ربّك أن يبيحك جنّةً ... يلقاك فيها روحها وسلامها

فقال: كل ما رأيت عندنا إلا البغلة الشهباء فإنها دهماء فارهة، فقال: امرأته طالق إن كان رآها إلا دهماء ولكنه نسي، فأمر أن يحمل إليه كل ما ذكر في شعره.

قال النضر بن شميل: دخل على المأمون بمرو فقال: أنشدني أقنع بيت للعرب فأنشدته لابن عبدل: من المنسرح

إني امرؤٌ لم أزل وذاك من الله ... أديباً أعلّم الأدبا

أقيم بالدار ما اطمأنّت بي الدّا ... ر وإن كنت مازحاً طربا

لا أجتوي خلّة الصديق ولا ... أتبع نفسي شيئاً إذا ذهبا

أطلب ما يطلب الكريم من الرّز ... ق بنفسي وأجمل الطّلبا

وأحلب الثّرّة الصّفيّ ولا ... أجهد أخلاف غيرها حلبا

إني رأيت الفتى الكريم إذا ... رغّبته في صنعيةٍ رغبا

والعبد لا يطلب العلاء ولا ... يعطيك شيئاً إلاّ إذا رهبا

<<  <  ج: ص:  >  >>