للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: احتل في أن تجيز علي، فذهب الخادم فلاعبها، ثم استل لعبة من لعبها وعدا بين يديها فتبعته تعدو وراءه، فمرت على يزيد، فلما بصر بها، قام إليها فاعتنقها وقال لها: فإني قد وليته، قال: فولي الخادم وعزل وهو لا يدري.

ثم إنه خلا معها أياماً وتشاغل عن النظر في أمور الناس، فدخل عليه مسلمة وعذله على ذلك، فأخذت العود وغنته:

ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا

قال أبو إسحاق: غنت جارية بين يدي يزيد بن عبد الملك: من الطويل.

وإني لأهواها وأهوى لقاءها ... كما يشتهي الصادي الشراب المبرّدا

فراسلتها سلامة فغنت: من الطويل

علاقة حبٍّ كان في سنن الصبا ... فأبلى وما يزداد إلا تجلّدا

فغنت حبابة: من الطويل

كريم قريشٍ حين ينسب والذي ... أقر له بالفضل كهلاً وأمردا

فراسلتها سلامة فغنت: من الطويل

تردّى بمجدٍ من أبيه وجدّه ... وقد أورثا بنيان مجدٍ مشيّدا

فطرب يزيد، وشق حلة كانت عليه حتى سقطت في الأرض، ثم قال: أحسنتما أفتأذنان لي أن أطير؟ قالت له حبابة: على من تدع الأمة؟ قال: عليك.

قال يزيد بن عبد الملك لحبابة ذات يوم: أتعرفين أحداً هو أطرب مني؟ قالت: نعم مولاي الذي باعني، فأمر بإشخاصه،

<<  <  ج: ص:  >  >>