للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطنه، وجرت النضرة في بشره وشعره. قال: وكسي ورد الله عليه أمواله وخدمه ومثلهم معهم، وصارت منازله وجنانه وخدمه على ما كان، وفسح الله له فيها مثلهم. يقول الله تعالى " ومثلهم معهم " قال: وجلس جبريل معه يحدثه إذ جاءته امرأته فرأت منازلها ومجالسها وأنكرت المكان الذي تركت فيه أيوب وكانت تركته على زبل يتمرغ في الرماد فصكت وجهها ودعت بالويل وقالت: من رأى المبتلى؟ فقال أيوب: أما تعرفينه لو رأيته؟ فقالت: أما في حال صحته وشبابه كأنه أشبه الناس بك، قال جبريل: فهو هو، قال أيوب: قد من الله علي ورد علي مالي وخدمي وأهلي ومثلهم معهم. قالت: فأين الولد؟ وكان له ثلاثة عشر ولداً فأوحى الله إليه عند مقالتها أين الولد، قال: يا أيوب إن شئت بعثتهم لك وإن شئت أقررتك في الجنة، وأعطيتك بدلهم في الدنيا مثلهم، فقالا جميعاً أيوب وامرأته: يا رب، دعهم في الجنة وأعطنا غيرهم، قال: قد فعلت.

قال ابن عباس: فمن زعم أن أولاده نشروا وبعثوا فقد كذب. وقال جبريل: إن الله يأمرك أن تأخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث، وذلك أنه أمره أن يأخذ ضغثاً فيه مئة ساق من عيدان القت، فيضرب به امرأته لليمين التي حلف عليها. قال ابن عباس: ولا يجوز ذلك لأحد بعد أيوب إلا الأنبياء. قال: وبعث الله سبحانه فأمطر عليه في داره بعد صلاة العصر حتى توارت بالحجاب جراد الذهب.

وفي حديث عكرمة قال: أتى إبليس فقيل له: هذا أيوب قد خلينا بينك وبينه فأت فيه بما قدرت عليه من شيء إلا اثنتين، قال إبليس: وأي شيء هاتين الثنتين التي منعتنيها. قال: قال له الرسول: يقول لك ربك: ليس لك أن تخرج نفسه ثم تعيدها، وليس لك على امرأته

<<  <  ج: ص:  >  >>