للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عفان والزبير، فصار حق الزبير لعبد الله وصار حق عثمان صدقه عثمان، فكانت هذه مما قبض عبد الملك من أموال الزبير بعد مقتله فقطعه لسفيان بن عاصم فلما ولي عمر بن عبد العزيز قبضها منه فردها علي بني عبد الله بن الزبير فقال له سفيان: يعطيني القوم وتأخذ أنت مالي؟! قال عمر: ما تتهمني وما أتهم نفسي عليك إنك لابن أخي وإن ابنتي لتحتك، ولكني خير لك ممن أعطاكها، أخرجتك من الإثم ورددت الحق إلى أهله، فلما وليها يزيد بن عبد الملك ردها على سفيان وقال: أنا خير لك من عمك، قبضها منك ورددتها عليك.

[سفيان بن عوف بن المغفل]

ابن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة بن الدول بن سعد مناة ين غامد واسمه عمرو بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله ابن مالك بن نصر ين الأزد، الأزدي الغامدي.

استعمله معاوية على الصوائف، وكان مع أبي عبيدة بن الجراح بالشام حين افتتحت.

حدث سفيان بن عوف قال:

بعثني أبو عبيدة بن الجراح ليلة غدا من حمص إلى أرض دمشق، فقال: أنت عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، وأبلغه مني السلام وأخبره بما قد رأيت وعانيت، وبما قد حدَّثتنا العيون وبما استقر عندك من كثرة العدو والذي رأى المسلمون من الرأي من التنحي، وكتب معه إليه: بسم الله الرحمن. وذكر الكتاب. قال سفيان بن عوف: فلما أتيت عمر فسلمت عليه، قال: أخبرني بخبر الناس، فأخبرته بصلاحهم، ودفع الله عزّ وجلّ عنهم، قال: فأخذ الكتاب فقال لي: ويحك ما فعل المسلمون؟ فقلت: أصلحك الله خرجت من عندهم ليلاً بحمص وتركتهم وهم يقولون: نصلي الصبح ونرتحل إلى دمشق، وقد أجمع رأيهم على ذلك. قال: فكأنه كرهه ورأيت ذلك في وجهه وقال لي: وما رجوعهم عن عدوهم وقد أظفرهم الله بهم في غير موطن! وما تركهم أرضاَ قد حووها وفتحها الله عليهم وصارت في أيديهم؟! أني لأخاف أن يكونوا قد أساؤوا الرأي وجاءوا بالعجز، وجرؤوا عليهم العدو قال: فقلت له: إن الشاهد يرى مالا يرى الغائب، إن صاحب الروم قد جمع لنا جموعاً لم يجمعها هو ولا أحد كان قبله لأحد كان قبلنا، ولقد جاء بعض عيوننا إلى عسكر واحد من

<<  <  ج: ص:  >  >>