للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحابي، فجمعت شيئاً من تمر، فلما كانت الساعة التي جلس فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتيته، فوضعت التمر بين يديه، فقال: ما هذا؟ قلت: صدقة، قال لأصحابه: كلوا ولم يمد يده. قلت في نفسي: الله أكبر هذه اثنتان. فلما كان في الليلة الثالثة جمعت شيئاً من تمر ثم جئت في الساعة التي يجلس فيها فوضعته بين يديه قال: ما هذا؟ قلت: هدية، فأكل وأكل القوم. قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فسألني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قصتي فأخبرته، فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انطلق فاشتر نفسك. فأتيت صاحبي فقلت: بعني نفسي قال: نعم أبيعك نفسك بأن تغرس لي مئة نخلة إذا نبتت وتبين نباتها، وثبتت وتبين ثباتها جئتني بوزن نواة، فأتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، قال: فأعطه الذي سألك وجئني بدلو من ماء البئر الذي يسقي " أو تسقي " به ذلك النخل. قال: فانطلقت إلى الرجل فابتعت نفسي منه، فشرطت له الذي سألني، وجئت بدلو من ماء البئر الذي يسقي به ذلك النخل به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه، فانطلقت فغرست به ذلك النخل، فوالله ما غدرت منه نخلة واحدة. فلما تبين نبات النخل " أو ثبات النخل " فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوزن نواة من ذهب فأعطانيها، فذهبت بها إلى الرجل فوضعها في كفة الميزان ووضع نواة في الجانب الآخر، فوالله ما قلت من الأرض، فأتيت بها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " لو كنت شرطت له وزن كذا وكذا لرجحت تلك القطعة عليه " قال: فانطلقت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكنت معه.

قال سلمان الفارسي:

كنت فيمن ولد برامهرمز، وبها نشأت، وأما أبي فمن أصبهان، وكانت أمي لها غنى وعيش، فأسلمتني أمي إلى الكتاب، فكنت أنطلق مع غلمان من قريتنا إلى أن دنا مني فراغ من كتاب الفارسية، ولم يكن في الغلمان أكبر مني ولا أطول، وكان ثم جبل فيه كهف في طريقنا، فمررت ذات يوم وحدي، فإذا أنا فيه برجل طويل عليه ثياب شعر، ونعلان من شعر، فأشار إلي فدنوت منه، فقال: يا غلام، تعرف عيسى بن مريم؟ فقلت: لا، ولا سمعت به، قال: أتدري من عيسى بن مريم؟ هو رسول الله، آمن بعيسى، إنه

<<  <  ج: ص:  >  >>