للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحدثوهم فرخصوا لهم، وأعطوهم، فقبلوا منهم فجرأت العلماء على الأمراء وجرأت الأمراء على العلماء.

قال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم: ما لنا نكره الموت! قال: لأنكم عمرتم الدنيا، وخربتم الآخرة، فأنتم تكرهون أن تنقلوا من العمران إلى الخراب.

قال سفيان بن عيينة: أخبر أبو حازم سليمان بن عبد الملك بوعيد الله للمذنبين فقال سليمان: فأين رحمة الله قال: " قريب من المحسنين " بعث بعض خلفاء بني أمية إلى أبي حازم بمال، فرده، فقال له: يا أبا حازم، خذ، فإنك مسكين، قال: كيف أكون مسكيناً، ومولاي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى؟! قال محمد بن عجلان: قدم سليمان بن هشام المدينة حاجاً أو معتمراً، فقال للزهري: يا زهري، ها هنا محدث؟ قال: نعم، أبو حازم الأعرج، قال: راوية عن أبي هريرة قال: ابعث، ائتنا به حتى يحدثنا، فبعث. فلما جاء قال له سليمان: تكلم يا أعرج، قال: ما للأعرج من حاجة فيتكلم بها، ولولا اتقاء شركم ما أتاكم الأعرج، فقال: سليمان: ما ينجينا من أمرنا هذه الذي نحن فيه؟ قال: أخذ هذا المال من حله ووضعه في حقه. قال: ومن يطيق ذلك؟ قال: من طلب الجنة، وهرب من النار، قال سليمان: ما بالنا لا نحب الموت يا أعرج؟! قال: لأنك جمعت متاعك فوضعته بين عينيك، فأنت تكره أن تفارقه، ولو قدمته أمامك لأحببت أن تلحق به، لأن قلب المرء عند متاعه فعجب منه سلمان، فقال له الزهري: أصلح الله الأمير، إنه لجاري منذ عشرين سنة ما جالسته ولا حادثته: قال: لأني من المساكين يا بن شهاب، ولو كنت من الأغنياء لجالستني، وحادثتني قال: قرصتني

<<  <  ج: ص:  >  >>