للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان أبو حازم يقول: كل حال لو جاءك الموت وأنت عليها رأيتها غنيمة فالزمه، وكل حال إذا جاءك الموت وأنت عليه رأيته مصيبة فاعتزله.

قال عمر بن عبد العزيز: عظني يا أبا حازم، قال: اضطجع ثم اجعل الموت عند رأسك، ثم انظر ما تحب أن يكون قبل تلك الساعة، فجد فيه الآن، وما تكره أن يكون قبل تلك الساعة فدعه الآن.

قال أبو حازم: أنزل نفسك منزل من قد مات، فإنك موقن إنك ميت، فما كنت تحب أن يكون معك إذا مت فقدمه حتى تقدم عليه، وما كنت تكره أن يكون معك إذا مت فخلّفه، واستغن عنه.

وعن أبي حازم قال: وجدت ما أعطيت من الدنيا شيئين: شيء منها يأتي أجله قبل أجلي، فأغلب عليه، وشيء منها يأتي أجلي قبل أجله، فاتركه لمن بعدي، ففي أي هذين أعصي ربي؟.

قال أبو حازم: ما في الدنيا شيء يسرك إلا قد ألزق به ما يسوؤك.

قال أبو حازم: يسير الدنيا يشغلك عن كثير الآخرة.

قال أبو حازم: اشتدت مؤونتان، مؤونة الدنيا، ومؤونة الآخرة، فأما مؤونة الآخرة فإنك لا تجد لها أعواناً وأما مؤونة الدنيا فإنك لا تضرب يدك على شيء منها إلا وجدت فاجراً قد سبقك إليها.

قال أبو حازم: إذا كنت في زمان ترضى فيه من العلم بالقول، ومن العمل بالعلم، فأنت في شرّ زمان وشر أناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>