للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو حازم: كل نعمة لا تقرب من الله فهي بليّة.

وقال: اضمنوا لي اثنتين أضمن لكم على الله الجنة، عمل ما تكرهون إذا أحبّ الله، وترك ما تحبون إذا كره الله عزّ وجلّ.

مرّ أبو حازم في السوق فنظر إلى الفاكهة فقال: موعدك الجنة.

قال أبو حازم: لا تكون عالماً حتى تكون فيك ثلاث خصال: لا تبغي على من فوقك، ولا تحقر من دونك، ولا تأخذ على علمك دنيا.

قال ابن أبي حازم: قال لي أبي: وهو ينظر إلى عياله وكثرتهم: أرأيت لو أنّ رجلاً تصدق على هؤلاء فأطعمهم وكساهم، يرجو الأجر فيهم، أكان له فيهم؟ قال: قلتله: أي لعمري، لم لا يكون! قال: فلم لا أكون أنا ذلك.

قال:

ومرت جارية في أيام الموسم تعرض للبيع، وقد زينت وهيئت، لها شارة وهيئة، فقال لجلسائه: انظروا إلى هذه ماذا بها من الهيئة، فنظر جلسائه، فقال: ما ثمنها عندكم؟ فقال بعضهم: وددت لو أنها لي بكذا وكذا، شيء كثير، فقال: أولا أدلكم على خير منها بأرخص ثمن؟ امرأة من حور العين إنما صداقها كسرة يطعمها أحدكم مسكيناً، أو سجود ركعتين، هذه والله أيسر عليكم من هذا الثمن كله.

ذكر عن أبي حازم أنهم أتوه فقالوا له: يا أبا حازم أما ترى قد غلا السعر؟ فقال: وما يغمكم من ذلك؟ إن الذي يرزقنا في الرخص هو الذي يرزقنا في الغلاء.

قال أبو حازم: الأيام ثلاثة: فأما أمس فقد انقضى عن الملوك نعمته، وذهبت عني شدته، وإني وإياهم من غد لعلى وجل، وإنما هو اليوم فما عسى أن يكون؟

<<  <  ج: ص:  >  >>