للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهلك الله الملك وأمره الله بالإجلاء عن بلاده، وأمره أن يلحق بالأرض المقدسة، وكان يوم تزوج وخرج من بلاد قومه إلى الأرض المقدسة ابن ثمانين سنة، ثم خرج وتزوج سارة وخرج معه هازان أخوه، ولوط بن هازان وهو ابن أخيه، فذلك قوله عز وجل: " فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي "، فمضى مع إبراهيم وسارة فتزوجها إبراهيم على ألا يراها غيره، وكانت سارة من أحسن نساء العالمين.

قال ابن عباس: قسم الله الحسن عشرة أجزاء فجعل منها ثلاثة أجزاء في حواء، وثلاثة أجزاء في سارة وثلاثة أجزاء في يوسف وجزءاً في سائر الخلق. فكانت سارة من أحسن نساء أهل الأرض، وكانت من أشد نسائهم غيرة.

وعن ابن السائب قال: خرج إبراهيم من حوزان يؤم أرض بني كنعان حتى عبر الفرات إلى الشام فانحرف لسانه عن السريانية إلى العبرانية، وإنما سميت العبرانية لأنه تكلم بها إن عبر الفرات، ومضى حتى أتى أنتملك ملك بني كنعان بالشام وعظيمهم الذي يدين له عظماؤهم يومئذ، وكان ينزل عين الجر من أرض البقاع من جند دمشق، وكانت الشام يومئذ منسوبة إلى فلسطين فقال له أنتملك: إنه لا طاقة لي بمعاندة نمروذ، وقد جاورتنا مخالفاً له، فقال إبراهيم إن إلهي يمنعك منه، فأجار إبراهيم، وسأله أن يزوجه سارة، فقال: إنها زوجتي فلم يعرض لها، وقال: انزل حيث شئت من أرضنا، وبعث إلى عظماء النواحي يأمرهم بحفظه وحسن مجاورته فنزل اللجون " قرية من قرى الأردن - ثم تحول منها إلى أرض فلسطين فنزل ناحية منها يقال لها السبع من أرض بيت جبريل ثم تحول إلى قرية يقال لها حبرى في ما بين جبريل وبين البيت المقدس فأقام بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>