للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال النصف، فلما تحاكمنا إليه ما أعطاني النصف ولا الثلث، فكان شريح يقول له: يا عدو نفسه، إذا رأيتني ذكرت حكماً جائراً، وإذا رأيتك ذكرت رجلاً فاجراً تظهر الشكوى وتكتم حقيقة القضاء.

قال مجاهد: اختصم إلى شريح في ولد هرة فقالت امرأة: هو ولد هرتي، وقالت الأخرى: هو ولد هرتي، فقال شريح: ألقها مع هذه فإن هي قرّت ودرّت واسبطرت فهي لها، وإن هي فرت وهرت واقشعرت فيلس لها.

أتى شريحا ًالقاضي قوم برجل فقالوا: إن هذا خطب النساء فسألناه عن حرفته فقال: أبيع الدواب. فزوجناه فإذا هو يبيع السنانير. قال: أوَلا قلتم أي الدواب؟ وأجاز شريح نكاحه.

حدث ابن عوف أن شريحاً أقر عنده رجل بشيء ثم ذهب لينكر فقال: قد شهد عليك ابن أخت خالتك.

وعن الشعبي أن عبد الله بن شريح كان بينه وبين رجل خصومه فقال لأبيه إن بيني وبين فلان خصومة، فإن كان الحق لي فأعلمني ذلك حتى أخاصمه إليك وإن كان الحق علي لم أخاصمه قال: فقال: خاصمه. قال: فجاءه بخصم فقضى عليه، فلقيه بعدما انصرف فقال: ما رأيت مثلك، إني لو لم أكن تقدمت إليك عذرتك، ولكن قد أعلمتك الأمر وسألتك أن بيني وبين فلان خصومة، فإن كان القضاء علي لم أخاصمه إليك فأمرتني أن أخاصمه! فقال: يا بنيّ، إنك لما تقدمت على أمرك كان القضاء عليك فكرهت أن أخبرك فتذهب إلى خصمك، فتصالحه وتقطع من ماله شيئاً لا حق لك فيه، فلذلك لم أخبرك.

خرجت قرحة بإبهام شريح فقيل له: ألا أريتها طبيباً قال: هو الذي أخرجها.

<<  <  ج: ص:  >  >>