للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَسَطتَ إليَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي، ما أَنا بباسطٍ يدي إليكَ لاَقتلكَ إني أخافُ الله رب العالمين إني أريدُ أن تبُوءَ وإثمِكَ فتكونَ من أصحابِ النارِ وذلكَ جزاءُ الظالمين ".

أما قوله: " بإثمي " يقول: بقتلي إذا قتلتني، إن إثمك الذي كان عليك قبل قتلي. فقتله فأصبح من النادمين. فتركه لم يُوار جسده (فبعث الله غُراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه) وكان قتله عشية، وغدا إليه غدوة لينظر ما فعل، فإذا هو بغراب حيّ يبحث على غراب ميت فقال: (يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي) كما يواري هذا سوأة أخيه؟! فدعا بالويل، وأصبح من النادمين. ثم أخذ قابيل بيد أخته ثم هبط بها من الجبل يعني: نود إلى الحضيض، فقال آدم لقابيل: اذهب، فلا تزال مرعوباً أبداً، لا تأمن من تراه، فكان لا يمر به أحد من ولده إلا رماه. فأقبل ابن لقابيل أعمى ومعه ابن له، فقال للأعمى أبيه: هذا أبوك قابيل، قال: فرمى الأعمى أباه قابيل فقتله، فقال ابن الأعمى: يا أبتاه، قتلت أباك؟! فرفع الأعمى يده فلطم ابنه، فمات ابنه، فقال الأعمى: ويل لي، قتلت أبي برميتي، وقتلت ابني بلطمتي.

ثم حملت حواء فولدت شيث وأخته عزوراء فسمي هبة الله، اشتق له من اسم هابيل، فقال لها جبريل حين ولدته: هذا هبة الله لك بدل هابيل. وهو بالعربية شبث، وبالسريانية: شاث، والعبرانية: شيث. وإليه أوصى آدم. وكان آدم يوم ولد شيث ابن ثلاثين ومئة سنة. ثم تغشاها آدم، فحملت حملاً خفيفاً فمرت به. يقول: قامت وقعدت، ثم أتاها الشيطان في غير صورته، فقال: يا حواء، ما هذا في بطنك؟ قالت: لا أدري، قال: فلعله بهيمة من هذه البهائم. قالت: لا أدري، ثم أعرض عنها حتى إذا هي أثقلت أتاها فقال: كيف تجدينك يا حواء؟ قالت: إني لأخاف أن يكون كالذي خوفتني، ما أستطيع القيام إذا قمت. قال: أفرأيت إن دعوت الله فجعله إنساناً

<<  <  ج: ص:  >  >>