للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله: " الخفيف "

أيها اللائمي على نكدِ الدّه ... ر لكلٍّ من البلاءِ نصيبُ

قد يُلامُ السريُّ في غير ذنبٍ ... وتغطى من المسيءِ الذنوبُ

وتحولُ الأحوالُ بالمرءِ والدّه ... رُ له في صروفهِ تقليبُ

كان المهدي اتهمه بالزندقة، فأمر بحمله إليه، وأحضر بين يديه. فلما خاطبه أعجب بغزارة أدبه وعلمه وبراته وحسن بيانه، وكثرة حكمته. فأمر بتخلية سبيله. فلما ولى ردّه وقال: ألست القائل: " السريع ":

والشيخ لا يتركُ أخلاقَه ... حتى يوُارى في ثرى رمسِهِ

إذا أرعوى عاد إلى جهلِهِ ... كذي الضني عادَ إلى نُكسِهِ

قال: بلى يا أمير المؤمنين. قال: فأنت لا تترك أخلاقك. ونحن نحكم فيك بحكم في نفسك. ثم أمر به فقتل، وصلب على الجسر.

وقال: إن المهدي أُبلغ عنه أبياتاً يُعرض فيها بسيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأحضره المهدي فقال: أنت القائل هذه الأبيات؟ قال: لا، والله يا أمير المؤمنين، والله ما أشركت بالله طرفة عين، فاتق الله ولا تفسك دمي على الشبهة، وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادرؤوا الحدودَ بالشبهات ". وجعل يتلو عليه القرآن حتى رقّ له وأمر بتخليته. فلما ولّى قال: أنشدني قصيدتك السينية، فأنشده حتى بلغ البيت الذي أوله:

والشيخُ لا يتركُ أخلاقه

فأمر به حينئذٍ فقتل.

قال أحمد بن عبد الرحمن المعبِّر: رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكاً مستبشراً، فقلت: ما فعل بك

<<  <  ج: ص:  >  >>