للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو كبشة وَجز بن غالب بن عامر بن الحارث - وهو غُبْشان - ووَجْز أبو كبشة أول من عبد الشعري، وكان وجز يقول: إن الشعري يقطع السماء عرضاً ولا أرى في السماء شيئاً، شمساً ولا قمراً، ولا نجماً يقطع السماء عرضاً غيرها. والعرب تسمي الشعرى العَبُور، لأنها تعبر الماء عرضاً. وجز هو أبو كبشة الذي قريش تنسب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه، لأنه جده من قِبَل أمه. لأن آمنة بنت وهب وأم وهب قيلة بنت أبي قيلة. واسم أبي قيلة وجز بن غالب، والعرب تظن أن أحداً لا يعمل شيئاً إلا بعرق ينزعه شبهه. فلما خالف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دين قريش، وهدى الله به من الضلالة قال مشركو قريش: نزعة أبي كبشة، لأن أبا كبشة خالف الناس بعبادة الشعرى، فكانوا ينسبون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه. وكان أبو كبشة سيداً في خزاعة، لم يعيّروا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به من تقصير كان فيه، ولكن لما خالف دينهم نسبوه لخلاف أبي كبشة، فقالوا: خالف كما خالف أبو كبشة.

وأم أبي سفيان صفية بنت حَزْن بن بُجَير بن الهُزَم بن رُوَيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر.

وشهد أبو سفيان مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطائف. ورُمي يومئذ فذهبت إحى عينيه. وشهد يوم حنين فأعطاه سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غنائم حنين مئة من الإبل وأربعين أوقية، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية، فقال أبو سفيان: فداك أبي وأمي والله إنك لكريم، ولقد حاربتك فنعم المحارب كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت. فجزاك الله خيراً وتوفي سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو سفيان عامله على نجران. وكان أبو سفيان ذهب بصره في آخر عمره. ونزل المدينة آخر عمره. ومات بها سنة اثنتين وثلاثين. وقيل: سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة.

وولدَ حرب بن أمية با سفيان، والفارعة، وفاختة بني حرب. واسم أبي سفيان صخر. ولم يزل أبو سفيان على الشرك حتى أسلم يوم فتح مكة. وهو كان في عير قريش التي أقبلت من الشام. وخرج سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعترض لها حتى ورد بدراً. وساحل

<<  <  ج: ص:  >  >>