للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاوية: أما طلبي بدمه نصرة له؟ فضحك أبو الطفيل ثم قال: أنت وعثمان كما قال الشاعر: " البسيط "

لا اُلفينك بعدَ الموتِ تندُبُني ... وفي حياتي ما زودتني زادي

فقال له معاوية: يا أبا الطفيل، ما أبقى لك الدهر من ثكلك عليّاً؟ قال: ثكل العجوز المِقْلات، والشيخ الرَّقوب، ثم ولَى. قال: فكيف حبك له؟ قال: حبّ أم موسى لموسى، وإلى الله أشكو التقصير.

المقلات: التي لا يعيش لها ولد، والرّقوب: الرجل الذي قد يئس أن يولَد له.

كان أبو الطفيل من أصحاب محمد بن الحنفية، وكان ثقة، وكان متشيعاً. وابنه الطفيل بن عامر قتل مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي يوم دير الجماجم.

قال أبو الطفيل.

أدركت ثماني سنين من حياة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وولدت عام أُحُد.

وقيل في اسم جده حُدَي أنه بالحاء المهملة، ووجد في جمهرة ابن الطلبي جُدي بالجيم.

وسئل ممد بن يعقوب الأخرم: لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل؟ قال: لأنه كان يُفرط في التشيع.

دخل عبد الله بن صفوان على ابن الزبير وهو يومئذ بمكة، فقال: أصبحت كما قال الشاعر: " البسيط "

فإن تُصِبك من الأيامِ جائحةٌ ... لمنبكِ منكَ على دنيا ولا دينٍ

فقال: وما ذاك يا أعرج؟ قال: هذا عبد الله بن عباس يفقه الناس، وعبيد الله يطعم الناس، فما بقيا لك؟ فأحفظه ذلك، فأرسل صاحب شرطه عبد الله بن مطيع،

<<  <  ج: ص:  >  >>