للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عبد الله بن رواحة: مررت بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو جالس في نفر من أصحابه فأضب القوم: يا عبد الله بن رواحة، يا عبد الله بن رواحة، فعرفت أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعاني، فانطلقت إليهم مسرعاً، فسلمت فقال: ها هنا، فجلست بين يديه. فقال - كأنه يتعجب من شعري - فقال: كيف تقول الشعر إذا قلت؟ قلت: أنظر في ذلك ثم أقول فقال: فعليك بالمشركين. قال: ولم أكن أعددت شيئاً، فأنشدته، فلما قلت:

فخبروني أثمان العباء متى ... كنتم بطاريق أو دانت لكم مضر

قال: فكأني عرفت في وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكراهية أن جعلت قومه أثمان العباء فقلت:

نجالد الناس عن عرض فنأسرهم ... فينا النبي وفينا تنزل السور

وقد علمتم بأنا ليس يغلبنا ... حي من الناس إن غزوا وإن كثروا

يا هاشم الخير إن الله فضلكم ... على البرية فضلاً ماله غير

إني تفرست فيك الخير أعرفه ... فراسة خالفتهم في الذي نظروا

ولو سألت أو استنصرت بعضهم ... في جل أمرك ما آووا ولا نصروا

فثبت الله ما آتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصراً كالذي نصروا

فأقبل علي بوجهه متبسماً ثم قال: وإياك فثبت الله.

قال: وأرسله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى مؤتة ثالث ثلاثة أمراء: زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب. فلما قتل صاحباه كره الإقدام فقال:

أقسمت يا نفس لتنزلنه

طائعةً أو لا لتكرهنه

<<  <  ج: ص:  >  >>