للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع إليها. قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. وقال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت، وإنهم إن يعلموا بإسلامي يبهتوني عندك، فأرسل إليهم فسلهم عن أي رجل ابن سلام فيكم؟ قال: فأرسل إليهم فقال: أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وعالمنا وابن عالمنا، وأفقهنا وابن أفقهنا، قال: أرأيتم إن أسلم تسلمون؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك. قال: فخرج ابن سلام فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. قالوا: شرنا وابن شرنا وجاهلنا وابن جاهلنا، فقال ابن سلام: هذا الذي كنت أتخوف منهم.

وفي حديث آخر: وتخبرني عن السواد الذي في القمر ما هو؟ وفي جوابه: وأما السواد الذي في القمر فإنهما كانا شمسين فقال الله عز وجل: " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل " فهو السواد الذي رأيت، فهو المحو. فمحونا به الليل.

وقيل: كان من حديث إسلام عبد الله بن سلام وكان حبراً عالماً. قال: لما سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرفت صفته واسمه وزمانه وهيئته، والذي كنا نتوكف له، فكنت مسراً لذلك صامتاً عليه حتى قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة. فلما قدم نزل بقباء في بني عمرو بن عوف، فأقبل رجل حتى أخبر بقدومه، وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها، وعمتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة، فلما سمعت الخبر بقدوم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كبرت، فقالت لي عمتي حين سمعت تكبيري: لو كنت سمعت بموسى بن عمران قادماً ما زدت. قال: قلت لها: أي عمة هو والله أخو موسى بن عمران وعلى دينه، بعث بما بعث به. فقالت لي: أي ابن أخ أهو النبي الذي كنا نخبر به أنه يبعث مع نفس الساعة؟ قال: قلت: نعم.

قلت: فذاك إذاً. قال: ثم خرجت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمت ثم رجعت إلى أهل بيتي فأمرتهم فأسلموا، وكتمت إسلامي اليهود. ثم جئت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: إن اليهود قوم بهت وإني أحب أن تدخلني في بعض بيوتك فتغيبني عنهم ثم تسألهم عني حتى يخبروك كيف أنا فيهم قبل أن يعلموا بإسلامي، فإنهم إن علموا بهتوني وعابوني. قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>