للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى قال:

إذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلهم غضابا

ثم أصبح في المربد فقال: يا بني تميم: قيدوا قيدوا أي اكتبوا فلم يجبه الراعي، ولم يهجه جرير بغير ما قال بعض رواة قيس: كان الراعي فحل مضر، فضغمه الليث يعني جريراً.

قال الأصمعي: كان جرير نازلاً على رجل يقال له حسين، فقال له: يا حسين إني أريد هجاء الراعي، فإذا كان الليلة فضع عندك لوحاً وكاتباً وقلماً، وأجد سراجك. ففعل، فلما مر بهذا البيت:

فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعباً بلغت ولا كلابا

قال: يا حسين أطفئ سراجك، فإني قد فرغت من هجائه.

قال أبو كندة النميري: قال الراعي لبناته وبنات أخيه: اذهبن إلى ابن المراغة حتى يراكن، فأتينه، فقلن: يا أبا حزرة أنشدنا ما قلت في بنات نمير، قال: فمن أنتن؟ قلن: عقيليات، فأنشدهن حتى انتهى إلى قوله: وسوداء المحاجر من نمير فكشفن عن وجوههن وقلن: يا أبا حزرة! هل ترى من سواد؟ هل ترى من عيب؟ قال: وإنكن نميريات؟ قلن: نعم، قال: إن عمكن لكذوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>