للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شارب الخمر؟ قال: نعم، فانتزع القرشي يده من يده، وقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا يشرب الخمر رجل فتقبل منه صلاته أربعين صباحاً. قلت: فما هذا الحديث الذي بلغني عنك! تقول: جف القلم بما هو كائن، وصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة في غيره؟ فقال: اللهم لا أحل لهم أن يقولوا علي ما لم أقل، أما قولك: جف القلم بما هو كائن فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن الله عز وجل خلق خلقه فجعلهم في ظلمه، ثم أخذ من نوره ما شاء، فألقى عليهم، فأصاب النور من شاء الله أن يصيبه، وأخطأ النور من شاء الله أن يخطئه، فمن أصابه النور يومئذ اهتدى، ومن أخطأه النور ضل. فلذلك أقول: جف القلم بما هو كائن، وأما ما ذكرت من أمر إيلياء فإن سليمان بن داود لما فرغ من بيت المقدس قرب قرباناً فتقبل منه، ودعا الله عز وجل بدعوات منهن: أيما عبد مؤمن زارك في البيت تائباً إليك، إنما جاء يتنصل من خطاياه وذنوبه، أن تتقبل منه، وتنزعه من خطاياه كيوم ولدته أمه.

وحدث عن عروة بن رويم عن معاوية بن حكيم القشيري أنه قدم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: والذي بعثك بالحق ودين الحق ما تخلصت إليك حتى حلفت لقومي عددها قال: يعني أنامل كفيه بالله لا أتبعك ولا أؤمن بك ولا أصدقك، وإني أسألك بالله: بم بعثك ربك؟ قال: بالإسلام. قال: وما الإسلام؟ قال: أن تسلم وجهك لله، وأن تخلي له نفسك. قال: فما حق أزواجنا علينا؟ قال: أطعم إذا طعمت، واكس إذا كسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبحه، ولا تهجر إلا في البيت: كيف " وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً ". ثم أشار بيده قبل الشام فقال: ها هنا تحشرون، ها هنا تحشرون ركباناً ورجالاً، وعلى وجوهكم الفدام، وأول شيء يعرب عن أحدكم فخذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>