للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه علي بن أبي طالب عليه السلام يحمل ثوباً، فلما رآه أبو بكر قام إليه، فساره في أذنه بشيء، فجاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقعد، ثم أقبل علي فقال: يا عثمان، أجب الله إلى جنته، فإني رسول الله إليك وإلى خلقه. قال: فوالله ما تمالكت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فكان يقال: أحسن زوج رقية وعثمان، وكان يقال: أحسن زوج رآه إنسان: رقية وزوجها عثمان.

وفي إسلام عثمان تقول خالته سعدى بنت كريزبن ربيعةبن عبد شمس: من الطويل

هدى الله عثماناً بقولي إلى الهدى ... وأرشده، والله يهدي إلى الحق

فتابع بالرأي السديد محمداً ... وكان برأي لا يصد عن الصدق

وأنكحه المبعوث بالحق بنته ... فكانا كبدر ما زج الشمس في الأفق

فداؤك يابن الهاشميين مهجتي ... وأنت أمين الله أرسلت في الخلق

ثم جاء الغد أبو بكر بعثمان بن مظعون وبأبي عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وأبي سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم، فأسلموا، وكانوا مع من اجتمع مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمانية وثلاثين رجلاً.

قال محمد بن إسحاق: فلما أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه، ودعا إلى الله ورسوله، وكان أبو بكر رجلاً مألفاً لقومه محبباً سهلاً، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير أو شر، وكان رجلاً تاجراً ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه تجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم على يديه فيما بلغني: الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، فانطلقوا ومعهم أبو بكر حتى أتوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرض عليهم الإسلام، وقرأ عليهم القرآن، وأنبأهم بحق

<<  <  ج: ص:  >  >>