للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغاث الطير أكثرها فراخاً ... وأمّ الصقر مقلاتٌ نزور

وأولاد الثعالب نامياتٌ ... وكيف تذبح الحجل الصقور

فقال عامر: أنا والله أطعن للسرة، وأجوب للقفرة، ولكني أنافرك إلى هرم بن قطبة بن سيار الفزاري، قال: نعم.

فخرجا حتى دفعا إليه، فقالا: أتيناك فيما تنافرنا فيه من الشرف، وقد أردنا أن تحكم بيننا. فقال: اجمعوا لي الناس. فجمعا له من كان بعقوتهم، ثم أعلماه ذلك.

فدعا علقمة بن علاثة فقال: يا علقمة، أتنافر عامراً وأنت تعلم أن يوماً منه خير من سنة منك؟! قال: فلما ظن علقمة أنه سيفضله عليه ناشده الله في الإبقاء، وأنه لا ينافره بعده أبداً، قال: الله؟ قال: الله. ثم أخرج.

ثم دعا عامراً، فقال: أتنافر علقمة يا عامر؟، والله لأصغر ولد له أشرف منك، فلما ظن أنه سيفضله عليه ناشده الله في الإبقاء، وأنه لا ينافره أبداً، قال: الله؟ قال: الله. قال: اخرج.

ثم أخذ بعارضتي بابه والناس ينظرون، فقال: إن هذين تنافرا إليّ في الشرف وحكّماني، وإنهما عند كذراعي بكرٍ هجانٍ، فقال عامر: اجعلني اليمنى منهما، ولك مئة ناقة، قال: والله لا أفعل. ثم طبق في وجوههم.

ثم خرج علقمة بعد حين إلى قيصر ببصرى يحتذيه، فخرج آذن قيصر، فقال: من كان ههنا من رهط عامر بن القيس بن حجر فليدخل، ومن كان ههنا من رهط عامر بن الطفيل فليدخل، فقال علقمة: ما أراني إلا كنت ظالماً لعامر، جئت لا أعرف على باب قيصر إلا به، ما لي إليكم حاجة. ثم انصرف وهو يقول: من الطويل

بحسبك من عار عليّ مقالهم ... وقد لحظوني بالعيون النواظر

إليكم فلستم راجعين بحاجة ... سوى أن تكونوا من ندامى المعاقر

<<  <  ج: ص:  >  >>