للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبقى شيء. فقال: أفضل شيء؟ فقلت: نعم. فقال: أنظر أن تريحني منها، فإني لست داخلا على أحد من أهلي حتى تريحني منه. فلم يأتنا أحد حتى أمسينا، فلما صلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العتمة دعاني فقال: ما فعل ما قبلك؟ قلت: معي، لم يأتنا أحد فبات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد حتى أصبح وظل فيه اليوم الثاني حتى إذا كان آخر النهار جاء راكباً، فانطلقت بهما. فأطعمتهما وكسوتهما، حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال لي: ما فعل الذي قبلك؟ قلت: قد أراحك الله منه يا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكبر وحمد الله، شفقاً من أن يدركه الموت وعنده ذلك. ثم اتبعته حتى جاء أزواجه، فسلم على امرأة حتى أتى مبيته، فهو الذي سألني عنه.

[بكير بن شداخ الليثي ويقال بكر]

عن عبد الملك بن يعلى الليثي أن بكر بن شداخ الليثي وكان ممن يخدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو غلام. فلما احتلم جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إني كنت أدخل على أهلك، وقد بلغت مبلغ الرجال، فقال النبي: اللهم، صدق قوله، ولقه الظفر، فلما كان في ولاية عمر جاء وقد قتل يهوديا فأعظم ذلك عمر وجذع وصعد المنبر قال: أفيما ولاني الله واستخلفني يقتل الرجال؟! أذكر الله رجلاً كان عنده علم إلا علمني، فقام إليه بكير بن شداخ فقال: أنا به، فقال: الله أكبر بؤت بدمه، فهات المخرج. قال: بلى. خرج فلان غازياً ووكلني بأهله فجئت إلى بابه فوجت هذا اليهودي في منزله وهو يقول: الوافر

وأشعث غره الإسلام مني ... خلوت بعرسه ليل التمام

أبيت على ترائبها وتمسي ... على قود الأعنة والحزام

كأن مجامع الربلات منها ... فئام ينظرون إلى فئام

قال: فصدق عمر قوله، وأبطل دمه بدعاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>