للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدث عن أبي بشر شيخٌ من أهل البصرة قال: كنت آتي معاذة العدوية، وأحف بها فأتيتها يوماً فقالت: يا أبا بشر، ألا أعجبك؟ شربت دواء للمشي فاشتد بطني، فنعت لي نبيذ الجر فائتني منه بقدح، فأتيتها بقدح نبيذ جر، فدعت بمائدتها، فوضعت القدح عليها، ثم قالت: اللهم، عن كنت تعلم أني سمعت عائشة تقول: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم ينهى عن نبيذ الجر فاكفنيه بما شئت. قال: فانكفأ القدح، فأهرق بما فيه، وأذهب الله ما كان في بطنها. قال: وأبو بشر حاضر لذلك.

روي عن عمارة بن بشر حديث في سنة مئتين.

عمارة بن تميم اللّخمي

ويقال: القتبي كان من عقلاء العرب، ووفد على عبد الملك مع الحجاج بن يوسف، وولاه فلسطين.

قال المدائني: كان الحجاج رجلاً حسوداً لا تتم له صنيعة حتى يكدرها، أو يفسدها. فلما وجه عمارة بن تميم إلى ابن الأشعث، ومعه محمد بن الحجاج بالفتح، فحسده الحجاج. وعرف عمارة ذلك منه وكره منافرته. وكان عاقلاً فجعل يداريه ويقول: أنت أصلح الله الأمير ت أشرف العرب، من شرّفته شرف، ومن وضعته اتضع، وما من العرب أحد ينكر أن شرفه وسؤدده بك، وإنما كان الذي كان من الفتح بيمنك وبكرتك وتدبيرك ومشورتك، وليس أحدق أشكر للأيادي مني. فلما عزم الحجاج على الوفادة إلى عبد الملك أخرج معه عمارة بن تميم، فلم يزل عمارة يلطف الحجاج في مسيره، ويعظمه حتى قدموا على عبد الملك، فقامت الخطباء بين يدي عبد الملك في أمر الفتح، ثم قام عمارة، فقال: سل الحجاج عني يا أمير المؤمنين، وعن طاعتي وبلائي، فقال الحجاج: من بأسه يا أمير المؤمنين وغنائه ونجدته ومكيدته، أيمن الناس نقيبة، وأرفعهم تدبيراً وسياسة، وجعل

<<  <  ج: ص:  >  >>