للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستعظم أبو طالب ذلك منه، وقال: إن الأئمة على غير ذلك، فقال له: إن أهل الحق يعرفون بالحق، ولا يعرف الحق بأهله.

توفي الزيدي عمر بالكوفة سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.

[عمر بن بحر]

أبو حفص الأسدي الصوفي سمع بدمشق.

حدث عن موسى بن عامر الدمشقي بسنده إلى زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " من تكن الدنيا نيته جعل الله فقره بين عينيه، وشتت الله عليه ضيعته، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له، ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه ويكف عليه ضيعته، وتأتيه الدنيا وهي راغمة ".

قال أبو حفص: وسمعت أحمد بن الحواري يخبر عن عبد الله بن السري قال: قال ابن سيرين: إن لأعرف الذي حمل علي به الدين ما هو؛ قلت لرجل منذ أربعين سنة: يا مفلس، فحدثت به أبا سليمان الداراني فقال: قلّت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون؟ وكثرت ذنوبي وذنوبك فليس ندري من أين نؤتى.

قال عمر بن بحر: سمعت الجاحظ يقول، وقد تقاضى تلميذ له كتاباً وتقاضى للتلميذ أيضاً كتابه فرد الكتاب عليه ثم أنشأ الجاحظ يقول: الخفيف

أيّها المستعير منّي كتاباً ... ارض لي فيه ما لنفسك ترضى

لا تر ردّ ما أعرتك نفلاً ... وترى ردّ ما استعرتك فرضا

كان أبو حفص من كبار مشايخ أصبهان، وصحب ذا النون المصري وغيره، وهو من المذكورين بالفتوّ والورع، وقدم أصبهان سنة ثمان وثمانين ومئتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>