للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى إذا صاروا على أميال من دمشق انصرف وقال في ذلك: من الكامل

ضاق الغداة بحاجتي صدري ... ويئست بعد تقارب الأمر

وذكرت فاطمة التي عّلقتها ... عرضاً فيا لحوادث الدّهر

ممكورة ردع العبير بها ... جمّ العظام لطيفة الخصر

وكأن فاها بعدما رقدت ... تجري عليه سلافة الخمر

وبجيد آدم شادن خرق ... يرعى الرّياض ببلدة قفر

لّما رأيت مطيّها حزقاً ... خفق الفؤاد وكنت ذا صبر

وتبادرت عيناي بعدهم ... وانهلّ مدمعها على الصّدر

ولقد عصيت ذوي أقاربها ... طرّاً وأهل الودّ والصّهر

حتى إذا قالوا وما كذبوا ... أجننت أم بك داخل السّحر

عن سلامة العجليّ، قال: كان عمر بن أبي ربيعة إذا هوي شيئاً قال فيه شعراً، ثم إذا توبع على إرادته استحال عنه وانتحى لغيره، فبينما هو ذات يوم يمشي مع صديق له يقال له: عمرو إذا هو بجارية تتهادى بين جواريها، عجيبة الحسن، أنيقة المنظر؛ فقال لصاحبه: ويحك، من هذه؟ امش فاجنح بنا نأخذ قرطاساً ونكتب إليها بأبيات. فمال إلى بقّال فأخذ منه قرطاساً وكتب إليها: من الخفيف

بدت الشمّس في جوار تهادى ... مخطفات القدود معتجرات

فتبسّمت ثم قلت لعمرو ... قد بدت في الحياة لي حسناتي

هل سبيل إلى التي لا أبالي ... أن أموتن بعدها حسرات

وبعث إليها بالرّقعة، فأجابته وقالت: من الخفيف

قد أتاني الرّسول بالأبيات ... في كتاب قد خطّ بالتّرّهات

<<  <  ج: ص:  >  >>