للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عبد الله بن مصعب: أن الحزين مرّ بالعقيق في غداة باردة، فمرّ عبد الله بن جعفر عليه مقطّعات خزّ، فاستعار الحزين من رجل ثوباً، ثم قام إليه فقال: من المتقارب

أقول له حين واجهته ... عليك السّلام أبا جعفر

فقال: وعليك السّلام. فقال:

فأنت المهذّب من غالب ... وفي البيت منها الذي يذكر

قال: كذبت يا عدوّ الله، ذاك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال:

فهذي ثيابي قد أخلقت ... وقد عضّني زمن منكر

قال: فلك ثيابي. فأعطاه ثيابه.

عن مصعب بن عبد الله، قال: مرّ الحزين على جعفر بن محمد بن عبد الله بن نوفل بن الحارث، وعليه أطمار؛ فقال له: يا بن أبي الشّعثاء إلى أين أصبحت غادياً؟ قال: أمتع الله بك، نزل عبد الله بن عبد الملك الحرّة يريد الحجّ، وقد كنت وفدت إليه بمصر فأحسن إليّ. قال: أفما وجدت شيئاً تلبسه غير هذه الثّياب؟ قال: استعرت أهل المدينة فلم يعرني أحد منهم شيئاً. قال: فدعا جعفر غلاماً له، فقال ائتني بجبّة وقميص ورداء؛ فجاءه به. فقال: البس وأبل وأخلق. فلمّا ولّى الحزين قال جلساء جعفر له: ما صنعت؟ يعمد إلى هذه الثياب التي كسوته فيبيعها ويفسد ثمنها؟ قال: ما أبالي إذا كافأته بثيابه ما صنع بها، مع إنه يصيب بها لذةً. فسمع الحزين قولهم، وما ردّ عليهم؛ ومضى حتى أتى عبد الله بن عبد الملك،

<<  <  ج: ص:  >  >>