للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والميم ملكه، والله لا إله إلا هو، الرحمن رحمان الدنيا واخرة، والرحيم رحيم الآخرة ... الحديث.

وعن ابن عباس: أن عيسى بن مريم أمسك عن الكلام بعد إذ كلمهم طفلاً، حتى إذا بلغ ما يبلغ الغلمان، ثم أنطقه الله بعد ذلك بالحكمة والبيان، قال: فأكثر اليهود فيه وفي أمه من قول الزور، فكان عيسى يشرب اللبن من أمه، فلما فطم أكل الطعام وشرب الشراب حتى بلغ سبع سنين، فكانت اليهود تسميه ابن البغية، فذلك قول الله تعالى: " وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً " فلما بلغ سبع سنين أسلمته أمه للكتاب عند رجلٍ من الكتبيين يعلمه كما يعلم الغلمان، فلا يعلمه شيئاً إلا بدره عيسى إلى علمه قبل أن يعلمه إياه، فعلمه أبا جاد، فقال عيسى: ما أبجد؟ قال المعلم: لا أدري، فقال عيسى: فكيف تعلمني مالا تدري؟ فقال المعلم: إذاً فعلمني، فقال له عيسى: فقم من مجلسكن فقام فجلس عيسى مجلسه، فقال: سلنين فقال المعلم: فماذا أبجد؟ فقال عيسى: الألف آلاء الله، باء بهاء الله، جيم بهجة الله وجماله - زاد في غيره: دال الله الدائم - فعجب المعلم من ذلك، فكان أول من فسر أبجد عيسى بن مريم.

قال: وسأل عثمان بن عفان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، ماتفسير ابجد؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تعلموا تفسير ابجد، فإن فيه الأعاجيب كلها، ويل لعالمس جهل تفسيره! فقيل يا رسول الله وما أبجد؟ فقال: أما الألف آلاء الله، حرفٌ من أسماءه؛ وأما الباء فبهجة الله وجلال الله؛ وأما الجيم فمجد الله، وأما الدال فدين الله؛ وأما هوز، فالهاء الهاوية، فويل لمن هوى فيها، وأما الواو فويل لأهل النار، وأما الزاي فالزاوية، فنعوذ بالله مما في الزاوية، يعني زوايا جهنم؛ وأما حطي، فالحاء حطوط خطايا المستغفرين في ليلة القدر، وما نزل به جبريل مع الملائكة إلىمطلع الفجر، وأما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب، وهي شجرة غرسها الله بيده، وإن أغصانها لترى من وراء سور

<<  <  ج: ص:  >  >>