للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة، نبتت بالحي والحلل، والثمار متدلية على أفواههم، فطوبى لهم وحسن مآب، وأما الياء فيد الله فوق خلقه سبحانه وتعالى عما يشركون؛ وأما كلمن، فالكاف كلام الله، لاتبديل لكلماته " ولن تجد من دونه ملتحدا " وأما اللام فإلمام أهل الجنة بينهم بالزيارة، والتحية والسلام، وتلاوم أهل النار بينهم، وأما الميم فملك الله الذي لا يزول، ودوام الله الذي لا يفنى، وأما نون فنون " والقلم وما يسطرون " فالقلم قلمٌ من نور وكتابٌ من نور، في لوحٍ محفوظ يشهده المقربون، وكفى بالله شهيدا؛ يعني الجزاء بالجزاء وكما تدين تدان، والله لا يريد ظلماً للعباد؛ وأما قريشات، يعني قرشهم يجمعهم يوم القيامة يقضي بينهم وهم لا يظلمون.

قال ابن عباس:

فكان عيسى يري العجائب في صباه إلهاماً من الله تعالى، ففشا ذلك في اليهود، وترعرع عيسى، فهمت به بنو إسرائيل، فخافت أمه عليه، فأوحى الله إليها أن تنطلق به إلى أرض مصر فذلك قوله عز وجل: " وجعلنا ابن مريم وأمه آية " فسئل ابن عباس: ألا كان آيتان وهما اثنان؟ فقال: إنما قال آية لأن عيسى من أمه ولم يكن من أبٍ لم يشاركها في عيسى أحد، فصار آيةٌ واحدة " وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعين " قال: يعني أرض مصر.

قال وهب: ولما بلغ عيسى ثلاث عشرة سنة أمره الله تعالى أن يرجع من مصر إلى بيت إيلياء، فقدم عليه يوسف ابن خال أمه فحملهما على حمار، حتى جاء بهما إلى إيلياء وأقامهما حتى أحدث الله تعالى له الإنجيل، وعلمه التوراة، وأعطاه إحياء الموتى، وإبراء الأسقام، والعلم بالغيوب بما يدخرون في بيوتهم؛ وتحدث الناس بقدومه، وفزعوا لما كان يأتي من

<<  <  ج: ص:  >  >>