للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمل الله واكتبوه في عمال فضالة. فأنكر الرجل ذلك، فقال فضالة: هو على ذلك، تدعون وتحشرون يوم القيامة مع من كنتم تعملون.

حدث أبو مكينة قال: قال فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خذ هذا المصحف، فأمسك علي ولا ترد علي ألفاً ولا واواً فإنه سيكون قوم لا يسقطون ألفاً ولا واواً. ثم رفع فضالة يديه فقال: اللهم لا تجعلنا منهم.

كان أبو الدرداء يقضي على أهل دمشق، ولما احتضر أتاه معاوية عائداً له فقال: من ترى لهذا الأمر بعدك؟ قال: فضالة بن عبيد. فلما توفي أبو الدرداء قال معاوية لفضالة: إني قد وليتك القضاء، فاستعفى منه، فقال له معاوية: والله ما حابيتك بها، ولكني استترت بك من النار، فاستتر منها ما استطعت.

ولما خرج معاوية إلى صفين استخلف فضالة بن عبيد على دمشق.

وقعت لرجلٍ مئة دينار فعرفها فقال: من وجدها فله عشرون ديناراً، فأقبل الذي وجدها فقال: هذا مالك فأعطني الذي جعلت لي، فقال صاحب المال: كان مالي عشرين ومئة دينار، فاختصما إلى فضالة، فقال فضالة لصاحب المال: أليس طان مالك عشرين ومئة دينارٍ كما تذكر؟ قال: بلى، فقال للرجل الذي وجد المال: أليس الذي وجدت مئة؟ قال: بلى، قال: فاحبس هذا المال ولا تدفعه إليه، فليس بماله، حتى يجيء صاحبه.

كان فضالة بن عبيد إذا أتاه أصحابه قال: تدارسوا وأسندوا وزيدوا، زادكم الله خيراً وأحبكم وأحب من يحبكم، ردوا علينا المسائل فإن أجر آخرها كأجر أولها، واخلطوا حديثكم بالاستغفار.

كان فضالة بن عبيد يقول: لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبةٍ من خردل أحب

<<  <  ج: ص:  >  >>