للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن تهب لي عددها دنانير. قال: إنك مفتون، أم والله لو عملت بما سمعت لكان لك في ذلك شغلٌ عما لم تسمع. ثم قال: سمعت سليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك، كلما أخذت اللقمة رميت بها خلف ظهرك متى تشبع؟ كان ابن المبارك يعظم الفضيل وأبا بكر بن عياش، ولو كانا على غير تفضيل أبي بكر وعمر لم يعظمهما.

وقال بشر بن الحارث: قال الفضيل بن عياض: بلغني أن الله قد حجر التوبة عن كل صاحب بدعة، وشر أهل البدع المبغضون لأصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم التفت إلي فقال: اجعل أوثق عملك عند الله عز وجل حبك أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنك لو قدمت الموقف بمثل تراب الأرض ذنوباً غفرها الله لك، ولو جئت الموقف وفي قلبك مقياس ذرة بغضاً لهم لما نفعك مع ذلك عمل.

قال الفضيل بن عياض: إذا علم الله في رجلٍ أنه مبغضٌ لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله.

وقال: إن لله ملائكة يطلبون حلق الذكر، فانظر مع من يكون مجلسك، لا يكون مع صاحب بدعة، فإن الله لا ينظر إليه، وعلامة النفاق أن يوقم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة.

وقال الفضيل: ليس لأحد أن يقعد مع من شاء، لأن الله عز وجل يقول: " وإذا رأيت الذين يخوضون في أياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره " " إنكم إذاً مثلهم " وليس له أن ينظر إلى من يشاء، لأن الله عز وجل يقول " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " وليس له أن يقول مالا يعلم أو يستمع إلى ما يشاء أو يهوى ما يشاء لأن الله

<<  <  ج: ص:  >  >>