للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه. قال: ولم يا أبا علي؟ قال: ألست تخلصت إلي أحسن حديثك فحدثني به، وتخلصت أنا إلى أحسن حخديثي فحدثتك به، فتزينت لي وتزينت لك؟ فبكى سفيان أشد من البكاء الأول، ثم قال: أحييتني أحياك الله.

كان الفضيل يقول: لأن آكل الدنيا بطبلٍ ومزمار أحب إلي من أن آكلها بدين.

كان الفضيل يقول: إنما يهابك هذا الخلق على قدر هيبتك لله عز وجل. وقال: إنما يطيع الله كل إنسانٍ على قدر منزلته منه.

قال الفيض بن إسحاق: قال الفضيل بن عياض: تزينت لهم بالصوف، فلما ترهم يرفعون بك رأساً تزينت لهم بالقرآن، فلما لم ترهم يرفعون بك رأساً تزينت لهم بشيءٍ بعد شيء. كل ذلك إنما هو لحب الدنيا.

قال: وقال لي الفضيل: لو قيل لك يا مرائي غضبت وشق عليك، وعسى ما قيل حق، تزينت للدنيا وتصنعت لها، وقصرت ثيابك، وحسنت سمتك وكففت أذاك حتى يقولوا: أبو يزيد عابدٌ ما أحسن سمته، وأحسن جواره، وأكف أذاه! فيكرمونك ويفطرونك ويهدون إليك ... مثل الدرهم الستوق لا يعرفه كل أحد، فإذا قشروا قشروا عن نحاس، ويحك! ما تدري في أي الأصناف تدعى غداً أفي المرائين أم في غير ذلك؟ ثم قال: اتق الله لاتكن مرائياً وأنت لا تشعر.

قال الفضيل: إن خفت الله لم يضرك أحد، وإن خفت غير الله لم ينفعك أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>