للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حسن بن حسن في أنفسهم من ذلك، لأن ما ورثت من عبد الله بن عمرو أكثر. فقالت: يا بني، إني كرهت أن يرى أحدكم شيئاً من مال أبيه بيد أخيه فيجد في نفسه، فلذلك فعلت ذلك.

قال محمد بن عبد الله بن عمرو: جمعنا أمنا فاطمة بنت الحسين فقالت: يا بني، إنه والله ما نال أحدٌ من أهل السفه بسفههم، ولا أدركوا ما أدركوه من لذاتهم إلا وقد أدركه أهل المروءات بمروءاتهم، فاستتروا بجميل ستر الله.

وكانت فاطمة بنت حسين تسبح بخيوطٍ معقود فيها.

قال يحيى بن أبي يعلى: لما قدم المال - يعني غلة الكتيبة من حمير وكانت خمس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على أبي بكر بن حزم فقسمه على بني هاشم، أصاب كل إنسانٍ خمسين ديناراً قال: فدعتني فاطمة بنت حسين فقالت: اكتب، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله عمر أمير المؤمنين من فاطمة بنت حسين، سلامٌ عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فأصلح الله أمير المؤمنين وأعانه على ما ولاه. وعصم له دينه، فإن أمير المؤمنين كتب إلى أبي بكر بن حزم أن يقسم فينا مالاً من الكتيبة ويتحرى بذلك ما كان يصنع من كان قبله من الأثمة الراشدين المهديين: فقد بلغنا ذلك وقسم فينا فوصل الله أمير المؤمنين، وجزاه من والٍ خير ما جزى أحداً من الولاة. فقد كانت أصابتنا جفوةٌ، واحتجنا إلى أن يعمل فينا بالحق، فأقسم لك بالله يا أمير المؤمنين، لقد اختدم من آل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كان لا خادم له. واكتسى من كان عارياً، واستنفق من كان لا يجد ما يستنفق.

وبعثت إليه رسولاً، فقدم عليه، فقرأ كتابها، وإنه ليحمد الله ويشكره. وأمر له

<<  <  ج: ص:  >  >>