للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ذلك، فقال: إنه قد حدث بعدك أمر نقضاً لما كانوا نهوا عنه من أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام.

عن قتادة بن النعمان قال: كان أهل بيت منا يقال لهم: بنو أبيرق؛ بشير وبشير، رجلاً منافقاً، وكان يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وينحله بعض العرب، ثم يقول: قال فلان كذا، وقال فلان كذا؛ فإذا سمع أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك الشعر قالوا: والله ما يقول هذا الشعر إلا الخبيث، فقال: " من الكامل "

أو كلما قال الرجال قصيدة ... أضموا وقالوا ابن الأبيرق قالها

وكانوا أهل بيت فاقة وحاجة في الجاهلية والإسلام. وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير. وكان الرجل إذا كان له يسار، فقدمت ضافطة ابتاع الرجل منها، فخص به نفسه، فأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير.

فقدمت ضافطة من الشام، فابتاع عمي حملاً من الدرمك، فجعله في مشربه له، وفي المشربة سلاح له: درعان، وسيفاه، وما يصلحهما، فعدي عليه من تحت الليل، فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح، فلما أصبح أتى عمي رفاعة، فقال يا بن أخ تعلم أنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه، فنقبت مشربتنا، فذهب بطعامنا وسلاحنا. قال: فتحسسنا في الدار، وسألنا، فقيل لنا: قد رأينا بني الأبيرق استوقدوا في هذه الليلة، ولا نرى فيما نراه إلا على بعض طعامكم. قال: وقد كان بنو الأبيرق قالوا: ونحن نسأل

<<  <  ج: ص:  >  >>