للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأبي وأمي أنت من معشوقة ... طبن العدو لها فغير حالها

ومشى إلي بعيب عزة نسوة ... جعل الإله خدودهن نعالا

الله يعلم لو جمعن ومثلت ... لاخترت قبل تأمل تمثالها

ولو أن عزة خاصمت شمس الضحى ... في الحسن عند موفق لقضى لها

قال المبرد: قال لي الجاحظ: أتعرف مثل قول إسماعيل بن القاسم: " من الطويل "

ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب

فقلت: قول كثير، ومنه أخذ: " من الطويل "

فقلت لها ياعزة كل مصيبة ... إذا وطنت يوماً لها النفس ذلت

قال أبو العباس المبرد: ويروى أن عبد الملك بن مروان لما سمع هذا قال: لو قاله في صفة الحرب كان فيه أشعر الناس.

عن ابن الكلبي قال: مرت عزة بكثير متنكرة لا يعرفها، تميس في مشيتها، يكاد خصرها ينبتر، فاستوقفها ليكلمها، فقالت: وهل تركت عزة لأحد فيك بقية، فقال: والله لو أن عزة أمة لي لوهبتها لك، فسفرت، فقالت: يا عدو نفسه، إنك لها هنا. فندم على ما فرط من قوله، وأنشأ يقول: " من الطويل "

<<  <  ج: ص:  >  >>