للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عديس، وكنانة بن بشر، وهما رأس القوم. وأمر معاوية عمراً بأن يكتب إلى ابن أبي حذيفة بمثل ذلك، فكتب عمرو، فكتب محمد بن أبي حذيفة: إني لم أكن لأقيد بعثمان جدياً أرطب السرة. وأمر بصحيفة أخرى فطويت. ليس في جوفها شيء، وكتب عنوانها: من محمد بن أبي حذيفة إلى عمرو بن العاص، فلما فضها عمر لم يرى فيها شيئاً، فقال له معاوية: ما كتب إليك ابن أبي حذيفة؟ قال: نعم، إني لست شيئاً، سيعلم أينا يدحض في بول أمه. فقال معاوية لابن أبي حذيفة: اجعلوا بيننا وبينكم رهناً منا ومنكم، لا يكون بيننا وبينكم حرب حتى يستخلف الله، ويجمع الأمة على من يشاء. فقال ابن أبي حذيفة: فإني أرضى بذلك على أني أستخلف على جندي وانطلق مع الرهن وكان ذلك منه جبناً، فقال معاوية عند ذلك - واغتنم قول ابن أبي حذيفة -: فمن تستخلف؟ قال: أستخلف أمية بن شييم، قال معاوية: نعم. فانطلق ابن أبي حذيفة مع معاوية حتى دخل بهم الشام، ففرقهم نصفين، فسجن ابن أبي حذيفة ومن معه في سجن دمشق، وسجن ابن عديس ومن والنصف الثاني في سجن بعلبك. قال: فبينا معاوية في مسيره ذلك جاءه بريد، فأخبر أن قيس بن عدي اللخمي، ثم الراشدي صاحب مصر قد أغار في خيل حتى بلغ فلسطين، ثم جاءه آخر، فأخبره أن محمد بن أبي حذيفة قد خرج من السجن، ثم جاءه آخر، فأخبره أن ابن عديس وأصحابه قد خرجوا من السجن، فكان رأس القوم بعد ابن أبي حذيفة عبد الرحمن بن عديس، وكنانة بن بشر. ثم جاءه بريد آخر، فأخبره أن ابن هرقل قد نزل الدرب. ثم جاءه بريد آخر، فأخبره أن علي بن أبي طالب قد شارف، جاءته خمسة برد في ليلة واحدة. فأرسل معاوية إلى عمرو بن العاص: ما ترى في خمسة أمور شتى في ليلة واحدة، ما منها أمر إلا يهد المرء ذا القوى؟! فقال: وما هن؟ فأخبره الخبر، فقال: أما قيس بن عدي فإنما هو سارق، ولن يضر أحداً، وأما بن عديس وأصحابه فإنهم قد خرجوا من سجن الناس إلى سجن الله؛ فإنهم لن يعجزوا الله، وابعث إلى أبي راشد صاحب فلسطين يبعث بمن خرج منهم إلى أرضه. فبعث أبو راشد عمرو بن عبد الله الخثعمي في طلب الرهن، قال: فخرجت نبطية من أنباط فلسطين تطلب حماراً، فاتبعت الحمار حتى وصل إلى عار، فرأت محمد بن حذيفة وأصحابه

<<  <  ج: ص:  >  >>