للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أنس بن مالك: أتيت الحجاج، أتعرض لمعروفه، فإذا محمد بن الحجاج يقع في علي، فأطنب في سبه، فقلت: لا تفعل، ثم ذكر حديثاً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فضائل علي، يقول في آخره: " يا أنس، إن الرجل قد يحب قومه، إن الرجل قد يحب قومه، إن الرجل قد يحب قومه ".

حدث بلال بن جرير بن عطية في خبر طويل: أن الحجاج بن يوسف أوفد ابنه محمداً مع الشاعر جرير إلى عبد الملك بن مران ليدخله عليه، ويشفع له عنده، فقبل شفاعته فيه، بعد لأي، وسمع شعره، وأجازه.

حدث محمد بن عمرو الثقفي قال: لما مات محمد بن الحجاج، جزع عليه جزعاً شديداً، فقال: إذا غسلتموه، فآذنوني به. فأعلموه به. فدخل البيت، فنظر إليه، فقال: من الكامل

الآن لما كنت أكمل من مشى ... وافتر نابك عن شباب القارح

وتكاملت فيك المروءة كلها ... وأعنت ذلك بالفعال الصالح؟!

فقيل له: اتق الله، واسترجع. فقال: إنا لله، وإنا إليه راجعون. وقرأ: " الذين إذا أصابتهم مصيبة " الآية.

وأتاه موت محمد بن يوسف، وكان بينهما جمعة، فقال: من الطويل

حسبي حياة الله من كل ميت ... وحسبي بقاء الله من كل هالك

إذا ما لقيت الله ربي مسلماً ... فإن نجاة النفس فيما هنالك

وجلس للمعزين يعزونه، ووضع بين يديه مرآة، وولى الناس ظهره، وقعد في مجلسه، فكان ينظر ما يصنعون. فدخل الفرزدق، فلما نظر إلى فعل الحجاج تبسم. فلما رأى الحجاج ذلك منه، قال: أتضحك، وقد هلك المحمدان؟! فأنشأ الفرزدق يقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>