للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلطان أو أحد في معناه، دخل إلى موضع في الدار، فإذا استقر بهم المجلس، خرج إليهم. فجاء يوماً من الأيام إما ابن كيغلغ وإما تكين، أحد هؤلاء، وأبو زنبور الوزير، فدخلا، فلما استقر بهم المجلس، خرج إليهما، فقال له أبو زنبور: للأمير حكومة، ويشتهي أن تقضي له على اختلاف الفقهاء، ولا تخرج عن الاختلاف، فغمض القاضي عينيه وقال: والله لا أفتحهما وهو جالس - يعني الأمير - فقام وهو مغمض عينيه، يعني - والله أعلم - أراد ألا يفتحهما على من يطلب ظلماً.

وبلغني أن أبا الحسن محمد بن علي بن الشيخ الماذرائي الكاتب، كتب إلى محمد بن العباس بن محمد الجمحي القاضي رسالة يعاتبه على ولاية القضاء، ويذكر فيها أن قدره أكبر منها. وضمنها أبياتاً.

قال أبو عبد الله بن مروان: ثم ولي - يعني بعد أبي زرعة محمد بن عثمان قاضي دمشق - محمد بن العباس الجمحي على قضاء دمشق، فأقام بها على خلافته إلى أن قدم الجمحي وصار المري إلى طبرية خلافة الجمحي، وخرج محمد بن العباس في المراكب، ثم رجع إلى دمشق، ثم نفذ إلى طرطوس، فحضر الفداء، ثم رجع في سنة ست وتسعين ومئتين ونفذ إلى صور لإغزاء المراكب غزاة المنصور، فكانت غزاة النصر المذكورة على يديه. ثم نفذ إلى الرملة، واد إلى دمشق، وكان خليفته على دمشق عبد الله بن محمد القزويني، وقبله عبد الله بن الشاهد الفرغاني في آخر أيامه، وعاد إلى دمشق، فأقام بها أربعين ليلة، ثم توفي ليلة الأحد لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ومئتين، فأقام البلد لا قاضي فيه مدة. ثم تقلد القضاء محمد بن عثمان وهو أبو زرعة، يعني دفعة أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>