للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن نفسي وأظمأت نهاري وأسهرت ليلي وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً. وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، ولكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها، يعني يصيحون؟ قال: " يا حارث عرفت فالزم " ثلاث مرات.

وكان معقل بن سنان ومحمد بن أبي الجهم في قصر العرصة فأرسل إليهما مسلم انزلا بأمان: فنزلا فأمر بقتلهما فقال محمد بن أبي الجهم: ناولني سيفي ولا ذمة لي عندكم؛ وكان مروان عمل فيه، فقال له مسلم: أنت الذي وفدت على أمير المؤمنين فوصل رحمك وأحسن جائزتك ثم رجعت إلى المدينة تشهد عليه بشرب الخمر؟ والله لا تشهد بعدها شهادة زورٍ أبداً؛ وأمر بقتله، فجزع وجعل يشق جبةً عليه فقال له معقل بن سنان: ما هذا الجزع؟ قال: لو كنت بلغت من السن ما بلغت لم أجزع ولكني شاب حديث السن؛ فقتل وأمر برأسه فوضع بين يدي أبيه قال له: تعرفه؟ قال: نعم، هذا ابن سيد فتيان قريش، ويقال: أمر بالرأس فوضع بين يدي أخيه لأمه موسى بن طلحة، أمهما خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة؛ فقال: هذا رأس سيد فتيان العرب؛ ولمحمد بن أبي الجهم يقول بعض التميميين: من الطويل

نحن ولدنا من قريشٍ خيارها ... أبا الحارث المطعام وابن أبي الجهم

أبو الحارث: يعني عبد الله بن أبي ربيعة، وهو أبو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، وأم عبد الله أسماء بنت مخرمة من بني نهشل؛ فلما قتل محمد بن أبي الجهم قال أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص وعنده بنت أبي الجهم بن حذيفة: أيها الأمير إن الميت عورة الحي، وقد عرفت الصهر بيني وبينه فائذن لي في دفنه، فأذن له.

وكان مسرف بن عقبة بعدما أوقع بأهل المدينة يوم الحرة في إمرة يزيد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>