للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحمك الله جمعت لنا والله ما إن أخذنا به وأعاننا الله عليه استقام لنا الخير إن شاء الله؛ ثم خرج.

فلما انصرف إلى رحله أرسل إليه عمر: إني أريد أن آتيك فاجلس في إزارٍ ورداءٍ؛ فبعث إليه: لا بل آتيك؛ فأقسم عليه عمر، فأتاه عمر فالتزمه، فوضع صدره وأقبل يبكي، ثم جلس بين يديه ثم قام وليس لأبي جعفرٍ حاجةٌ سأله إياها إلا قضاها له وانصرف، فلم يلتقيا حتى ماتا جميعاً رحمهما الله.

وكان يقال لمحمد بن علي: باقر العلم؛ وله يقول القرظي: من السريع

يا باقر العلم لأهل التقى ... وخير من لبى على الأجبل

قال أبو الزبير:

كنا عند جابر بن عبد الله وقد كف بصره وعلت سنه، فدخل عليه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي صغيرٌ، فسلم على جابرٍ وجلس، فقال لابنه محمد: قم إلى عمك فسلم عليه وقبل رأسه؛ ففعل الصبي ذلك؛ فقال جابر: من هذا؟ فقال علي: ابني؛ فضمه إليه وبكى وقال: يا محمد إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ عليك السلام؛ فقال له صحبه: وما ذاك أصلحك الله؟ فقال: كنت عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدخل عليه الحسين بن علي فضمه إليه وقبله وأقعده إلى جنبه ثم قال: " يولد لابني هذا ابنٌ يقال له علي زاد في حديث آخر عنه وهو سيد العابدين، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: ليقم سيد العابدين فيقوم هو، ويولد له محمد إذا رأيته يا جابر فاقرأ عليه السلام مني زاد في حديث آخر عنه واعلم أن المهدي من ولده، واعلم يا جابر أن بقاءك بعده قليلٌ " فما لبث جابرٌ بعد ذلك اليوم إلا بضعة عشر يوماً حتى توفي.

وكان نقش خاتم محمد بن علي: القوة لله جميعاً.

حدث عمر بن علي وجعفر بن محمد قالا: كان محمد بن علي إذا حدث بالحديث ومعنا الألواح فذهبنا نكتب أبى أن يحدث؛

<<  <  ج: ص:  >  >>