للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: ضاعت الكتب، فقلت: يا بني لا تغم فإن فيها مئتي ألف حديث لا يشكل علي منها حديث لا إسناداً ولا متناً.

وكان يزيد على الحفاظ بحفظ المقطوع والمرسل، والحكايات والأخبار.

وكان إماماً في المعرفة بعلل الحديث، وثقات الرجال من معتليهم وضعفائهم وأسمائهم وأنسابهم وكناهم ومواليدهم وأوقات وفاتهم ومذاهبهم، وما يطعن به على كل واحد وما يوصف به من السداد.

أنشد أبو بكر الجعابي القاضي: من الخفيف

وإذا جدت للصديق بوعدٍ ... فصل الوعد بالفعال الجميل

ليس في وعد ذي السماحة مطلٌ ... إنما المطل في وعاد البخيل

كان أبو بكر الجعابي قد صحب قوماً من المتكلمين فسقط عند كثيرٍ من أهل الحديث، وأمر قبل موته أن تحرق دفاتره بالنار، فأنكر ذلك عليه واستقبح من فعله.

وتوفي في سنة خمسٍ وخمسين وثلاث مئة، ودفن بمقابر قريش.

وكانت سكينة نائحة الرافضة تنوح مع جنازته، وكان قد خلط في الحديث وربما ترك الدين والصلاة.

حدث الثقة ممن كان يعاشره: أنه كان نائماً فكتب على رجله كتابةً؛ قال: فكنت أراه إلى ثلاثة أيام لم يمسه ماءٌ؛ فنعوذ بالله من الخذلان.

<<  <  ج: ص:  >  >>