للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أنشده قصيدةً امتدحه بها أولها: من الطويل

جزعت ابن تيمٍ أن علاك مشيب ... زربان الشباب والشباب حبيب؟

فلما فرغ منها، قال له المأمون: قد وهبتك لله ولأخي أبي العباس، يعني: الفضل بن سهل، وأمرت لك بعشرة آلاف درهم.

قال أبو محمد عبد الله بن أيوب الشاعر: أنشدت الأمين أول ما ولي الخلافة: من المنسرح

لا بد من سكرةٍ على طربٍ ... لعل روحاً تذال من كرب

فعاطنيها صفراء صافيةً ... تضحك من لؤلؤٍ على ذهب

خليفة الله أنت منتخبٌ ... لخير أم من هاشمٍ وأب

فأمر لي بمئتي ألف درهم، صالحوني منها على مئة ألف درهم.

دخل الحسن بن هانئ على الأمين، وبين يديه رمانة؛ فقال: صفها، ولك بكل حبةٍ دينارٌ؛ فأنشأ يقول: من الطويل

ورمانةٍ شبهتها إذ رأيتها ... بثدي كعابٍ أو بحقة مرمر

ململمةٍ حمراء نضد جوفها ... يواقيت حمر في ملاء معصفر

لها قشر عقبانٍ ورأس مشرق ... وأوراق خيري وأغصان عنبر

وفيها شفاءٌ للمريض وصحةٌ ... وفيها حديثٌ للنبي المطهر

وفيها يقول الله جل ثناؤه ... فواكه رمانٍ ونخلٍ مسطر

فقال الأمين: شق الرمانة واحص حبها، فإذا فيها سبع مئة حبة؛ فأعطاه بكل حبةٍ ديناراً.

دخل سليمان بن المنصور على محمد الأمين، فرفع إليه أن أبا نواس هجاه، وأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>