للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلام عليكم، فإني قد بعثت إليكم عبداً من عباد الله، لا نائي الضريبة، ولا كليل الحد، ولا ينام على الخوف، ولا ينكل عن الأعداء حذار الدوائر، أشد على الفجار من حريق النار؛ وهو مالك بن الحارث، أخو مذحج، وإنه سيف من سيوف الله، فإن استنفركم فانفروا، وإن أمركم بالإقامة فأقيموا، فإنه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري، وقد آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم وشدة شكيمته على عدوه؛ وعصمكم ربكم بالهدى وثبتكم باليقين، والسلام عليكم.

قال عوانة بن الحكم: لما جاء نعي الأشتر ووفاته على علي بن أبي طالب، قال: " إنا لله وإنا إليه راجعون " لله مالك وما مالك! وهل موجود مثل مالك؟ لو كان من جبل كان فنداً، ولو كان من حجر لكان صلداً، على مثل مالك فلتبك البواكي.

قال: ولما جاء معاوية نعيه ووفاته، قال: الحمد لله، إن لله جنوداً من العسل.

قال ابن يونس: وكانت وفاته بالقلزم في سنة سبع وثلاثين.

وقال خليفة: سنة ثمان وثلاثين، فيها ولى علي الأشتر مصر، فمات قبل أن يصل إليها، فولى محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: وفيها - يعني سنة ثمان وثلاثين - مات الأشتر بن الحارث النخعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>