للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما خاب حائز آمال بعثت بها ... إليك إلا بما يوفي على مهل

وافتك غراء نظم بنت ساعتها ... تشكو تباريح وجهه غير منتحل

ما إن لها في الورى كفء يماثلها ... من بعد سلطان إلا شافع بن علي

صنوا البدور إماماً كل مكرمة ... عما توالى لمن في السهل والجبل

وله من قصيدة أولها: " من مجزوء الوافر "

تقطع قلبه أسفاً ... فأضحى للأسى هدفا

وباح بكل ما أخفى ... فليس بما أجن خفا

وما يجدي الجحود له ... إذا ما دمعه اعترفا

زفير لا يني وحشاً ... إذا ذكر الفراق هما

وعين دمعها جار ... إذا نهنهته وكفا

لها دمعان وردي ... وآخر كالجمان صفا

وكان الحبس كثير البسق والبراغيث، فكتب إلى أولاده حين أرادوا التوجه إليه: " من البسيط "

صاحبت بالحبس ليلاً لا انقضاء له ... كأنما صبحه قد ضل أو عدما

مكلماً من براغيث أظل بها ... أعض كفي من ذلي بها ندما

لبست منها قميصاً لو تقمصه ... أيوب لحظة عين لاشتكى ألما

وجاءني البق لا أبقاه خالقه ... مغرداً بطنين عقب الصمما

فقلت: لا تقربني إنني راجل ... لم تبق في براغيث البريح ذما

قال: وكتب إلى أبي مصيار: " من البسيط "

رحلت عنك وأشواقي تجاذبني ... إليك والوجد يثنيني ويعطفني

وغبت عني وما غيبت عن خلدي ... وبنت عنك وسري عنك لم يبن

وما فراقك يا من لا نظير له ... إلا نظير فراق الروح للبدن

ما بعد مثلك محمود عواقبه ... ولا التصبر عن رؤياك بالحسن

<<  <  ج: ص:  >  >>