للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نسائها، واشتكت عمر، فبلغ ذلك عمر فدعا معاذاً فقال: أنا بعثت معك ضاغطاً؟ فقال: لم أجد شيئاً أعتذره إليها. فضحك عمر وأعطاه شيئاً فقال: أرضها به.

قال ابن جريج: فأقول: قول معاذ: الضاغط. يريد به ربه عز وجل.

عن نافع، قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عبيدة بن الجراح وإلى معاذ بن جبل حين بعثهما إلى الشام، أن انظروا رجالاً من صالحي من قبلكم فاستعملوهم على القضاء، وارزقوهم، وأوسعوا عليهم من مال الله عز وجل.

عن مالك الدار

أن عمر بن الخطاب أخذ أربعمئة دينار فجعلها في صرة ثم قال للغلام: اذهب بها إلى عبيد بن الجراح، ثم تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع. فذهب الغلام إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين؛ اجعل هذه في بعض حوائجك. فقال: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفذها. فرجع الغلام إلى عمر فأخبره، ووجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل، قال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل، وتله في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع. فذهب بها إليه، قال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك. فقال: وصله الله ورحمه، تعالي يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، وإلى بيت فلان بكذا، وإلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأة معاذ فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران، قد جاء بهما إليها.

فرجع الغلام إلى عمر فأخبره، فسر بذلك عمر وقال: إنهم إخوة بعضهم من بعض.

عن أيوب عن أبي قلابة، أن فلاناً مر به أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أوصوني. فجعلوا يوصونه؛ وكان معاذ بن جبل في آخر القوم، فمر بالرجل فقال: أوصني يرحمك الله. فقال: إن القوم قد أوصوك فلم يألوا، وإني سأجمع لك أمرك بكلمات، فاعلم أنه لا غنى بك عن نصيبك من

<<  <  ج: ص:  >  >>