للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدث مقاتل عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة.

قال مقاتل بن حيان:

كنا جلوساً عند عمر بن عبد العزيز إذ دخل عليه أبو بردة فقال: يا أمير المؤمنين! ألا أهدي لك هدية هي خير من الدنيا وما فيها؟ قال: ليس شيء من الخير وإن صغر إلا وهو خير من الدنيا وما فيها؛ لقد أنبأني أبو سلمة عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إن الله خلق الدنيا منذ خلقها فلم ينظر إليها بعد، إلا مكان المتعبدين منها، وليس بناظر إليها إلى يوم ينفخ في الصور، ويأذن في هلاكها. مقتاً لها، ولم يؤثرها على الآخرة.

قال مقاتل: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فلما كان ساعة دخل عليه رجل، فأقبل عليه عمر بوجهه وحدثه. فلما خرج قلت: يا أمير المؤمنين! من هذا الذي رأيتك أقبلت عليه تحدثه؟ قال: أنت رأيته؟ قلت: نعم. قال: أنت رأيته؟ - مرتين أو ثلاثاً - قلت: نعم. قال: ذلك الخضر.

قال: فسر بمقاتل بعد وأعجب به.

وكان مقاتل بن حيان ثقة، صدوقاً، صالح الحديث.

وعن مقاتل بن حيان قال: ليس لملول صديق، ولا لحسود غناء، وطول النظر في الحكمة تلقيح للعقل؛ وأهل هذه الأهواء آفة أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إنهم يذكرون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته، فيتصيدون بهذا الذكر الحسن الجهال من الناس، فيقذفون بهم في المهالك، فما أشبههم بمن يسقي الصبر باسم العسل! ومن يسقي السم القاتل باسم الترياق! فأبصرهم، فإنك إلا تكن أصحبت في بحر الماء، فقد أصبحت في بحر الأهواء، الذي هو أعمق غوراً، وأشد اضطراباً، وأكثر عواصفاً، وأبعد مذهباً من البحر وما فيه؛ فلتكن مطيتك التي تقطع التي تقطع بها سفر الضلال اتباع السنه، فإنهم هم السيارة الذين إلى الله يعمدون.

<<  <  ج: ص:  >  >>