للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكسبت بها ألف دينار. قال له الليث: فهي لك على قص كلامك هذا الحسن، ولا تبتذل. فأقام بمصر في جملة الليث بن سعد وفي جرايته إلى أن خرج عن مصر، فدفع له الليث ألف يدنار ودفع إليه بنو الليث أيضاً ألف دينار، فخرج وسكن بغداد ومات يها.

ودخل منصور بن عمار العراق، وأقام بها؛ أوتي الحكمة، وكان سبب ذلك أنه وجد رقعة في الرض، مكتوب عليها بسم الله الرحمن الرحيم، فأخذها فلم يجد لها موضعاً فأكلها، فأوي فيما يرى النائم كأن قائلاً قال له: قد فتح عليك باب الحكمة باحترامك لتلك الرقعة. فكان بعد ذلك يتلكم بالحكمة.

وكان منصور بن عمار من الواعظين الأكابر.

قال منصور بن عمار: من جزع من مصائب الدنيا تحولت مصيبة في دينه.

وقال منصور: أحسن لباس العبد التواضع والإنكسار؛ وأحسن لباس العارفين التقوى، قال الله تعالى: " ولباس التقوى ذلك خير " قال منصور بن عمار: قال لي رجل بالشام: يا أبا السري، عندنا رجل عائد من واسط، لا يأكل إلا من كديده، من سف الخص، ورو رأيته لوقذك النظر إليه، فهل لك أن تمضي بنا إليه؟ قلت: نعم. فأتينا فدققنا بابه فخرج وسمعته يقول: اللهم إني أعوذ بك ممن جاء ليشغلني عما أتلذذ به من مناجاتك. فدخلنا وإذا رجل يرى به الآخرة، وإذا قبر محفور، ووصيته قد كبها في الحائط، وكساؤه قد أعده لكفنه، فقلت: أي موقف لهذذا الخلق؟ قال: بين يدي من؟ فصاح وخر لوجهه، ثم أفاق من غشيته، فقال له صاحبي: يا أبا عباد؟ هذا منصور بن عمار. فقال: مرحباً بأخي، ما زلت إليك مشتاقاً

<<  <  ج: ص:  >  >>