للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكرم خلق الله عليه، ولقد أصابه م الجوع حتى لصق ظهره ببطنه، حتى تبين خضرة البقل من أعلى الجلد، حتى أتته الجارية.

سأل رجل ابن عيينة فقال: يا أبا محمد؟ أرأيت الرجل يعمل العمل لله يؤذن أو يؤم، أو يعين أخاه، أو يعمل شيئاً من الأعمال فيعطى الشيء؟ قال: يقبله، ألا ترى موسى لم يعمل للعمالة، إنما عمل لله، فعرض له رزق من الله فقبله وقرأ: " إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا " " فجاءته إحداهما تمشي على استحياء " فذهب معها، وإنما كان أول الأمر لله.

ولما أبصر موسى ما بالجارية من العري وما يبدو من ساقيها قال لها موسى: امشي خلفي رحمك الله وانعتي لي الطريق بكلامك، فإنا قوم لا ننظر إلى أدبار النساء. ففعلت ما أمرها موسى، فكلما عدا موسى يميمناً أو شمالاً تقول له: على يمينك دع شمالك؛ حتى دخل على شعيب، فلما دخل عليه دعا شعيب بطعام، فوضعه بين يديه، ثم قام من عنده شعيب، وأقسم لعيه إلا ما أكلت حتى أرجع إليك. وإنما صنع ذلك شعيب حين خرج من عند موسى كراهية أن يستحي من شعيب، فلا يشبع من الطعام، فلما فرغ موسى من الطعام دعا له بلين فسقاه، ثم سأله بعد ذلك عن أمره كله وما أخرجه من بلاده، فقص عليه موسى القصص، وأخبره بالذي أخرجه من بلاده، وأخبره بنسبه وممن هو، فعلم شعيب أن موسى من أهل بيت النبوة، فقال: " لا تخف نجوت من القوم الظالمين "، المسالة. فقالت إحدى ابنتي شعيب: " يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ".

وقيل: إن الذي قال له: " لا تخف نجوت من القوم الظالمين " ليس بشعيب، ولكنه سيد الماء يومئذ.

وعن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن سئت أي الأجلين قضى

<<  <  ج: ص:  >  >>