للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا حكم بن المنذر بن الجارود ... أنت الجواد ابن الجواد المحمود

سرادق المجد عليك ممدود

فقال له العباس: ما رأيت مثل هذه العلية.

قال محمد بن سلام: كان بالبصرة أربعة، كل رجل منهم في زمانه لا يعلم في الأمصار مثله: الأحنف بن قيس في حلمه وعفافه ومنزلته من علي عليه السلام، والحسن في زهده وفصاحته وسخائه وموضعه من قلوب الناس، والمهلب بن أبي صفرة وركزة أمره، وسوار بن عبد الله القاضي في عفافه وتحريه الحق.

قال طلحة الطلحات يوماً لجلسائه:

أي رجل أسخى؟ قالوا ما نعلم أحداً أسخى منك. قال: بلغني أن المهلب دخل الحمام فبعث له ببرذون وكسوة وطيب، فخرج ولبس الثياب، وتطيب بالطيب، وركب البرذون، ولم يسأل عنه، فعلمت أنه صغر في عينه فلم يسأل عنه.

قدم زياد الأعجم خراسان على المهلب فنزل على حبيب بن المهلب، فجلسا على شراب لهما، وفي الدار شجرة عليها حمامة فجعلت تدعو، فقال زياد الأعجم: " من الوافر "

تغني أنت في ذممي وعهدي ... بأن لن يذعروك ولن تطاري

إذا غنيتي فطربت يوماً ... ذكرت أحبتي وذكرت داري

فإما يقتلوك طلبت ثأراً ... بقتلهم لأنك في جواري

فأخذ حبيب سهماً فرماها فقتلها، فقال زياد: قتلت جارتي بيني وبينك المهلب،

<<  <  ج: ص:  >  >>