للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال نافع بن جبير: ما صخبت بمكة قط، ولا أخرت أفضالي قط، من استقرضنيها أقرضته.

وكان يقضي مناسكه على رجليه.

شوى نافع بن جبير دجاجة، فجاء سائل فأعطاها إياه، فقال له إنسان في ذلك؛ فقال: إني أبغي ما هو خير منها.

قيل لنافع: ألا تشد الجنازة؟ فقال: كما أنت حتى أنوي، ففكر هنيهة، ثم قال: امض.

قال نافع: من لم يشهد الجنازة إلا ليراه أهلها، فلا يشهدها.

وعن نافع بن جبير: أنه قيل له: إن الناس يقولون - كأنه يعني التيه - فقال: والله لقد ركبت الحمار، ولبست الشملة، وحلبت الشاة، وقد قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما فيمن فعل ذلك من الكبر شيء ".

جلس نافع بن جبير إلى حلقة العلاء بن عبد الرحمن وهو يقرئ الناس، فلما فرغ، قال: أتدرون لم جلست إليكم؟ قالوا: جلست لتسمع، قال: لا، ولكني جلست إليكم لأتواضع إلى الله بالجلوس إليكم.

وحضرت الصلاة فقدم نافع رجلاً، فلما صلى قال: أتدري لم قدمتك؟ قال: قدمتني لأصلي بكم، قال: لا، ولكني قدمتك لأتواضع إلى الله بالصلاة خلفك.

قال الحجاج لنافع بن جبير، وذكر ابن عمر، فقال الحجاج: أهو الذي قال لي: كذا وكذا، ألا أكون ضربت عنقه؟ فقال له نافع: أراد الله بك خيراً من الذي أردت بنفسك.

قال الحجاج: صدقت.

قال الحجاج: وعمر الذي يقول: إنه سيكون للناس نفرة من سلطانهم، فأعوذ بالله

<<  <  ج: ص:  >  >>