للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأوحى الله عز وجل إليه أن " احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول "، وكان ممن سبق عليه القول امرأته والقة وكنعنان ابنه، فقال: يارب، هؤلاء حملتهم، فكيف بالوحوش والبهائم والسباع والطير؟ قال: فأنا أحشرهم عليك، فبعث جبريل فحشرهم، فجعل يضرب يديه على الزوجين، فتقع يده اليمنى على الذكر، واليسرى على الأنثى، فيدخله السفينة حتى أدخل فيه عدة ما أمره الله.

فلما جمعهم في السفينة رأت البهائم والوحش والسباع العذاب، فجعلت تلحس قدم نوح وتقول: احملنا معك، فيقول: إنما أمرت: " من كل زوجين اثنين ".

ولما فار الماء من التنور، والمرأة تختبز، واحتملت المرأة ولدها، ومعها ولد لها صغير، فخرجت إلى الدار، فإذا الدر قد امتلأت ماء، فدخلت البيت فإذا مثل ذلك.

وحملت صبيها، فكلما بلغ منها رفعت صبيها عن ذلك الموضع. حتى وضعت صبيها على رأسها، فلما جاوز الماء منها قامتها رمت بولدها من تحتها، ثم قامت عليه، فأقسم الله عند ذلك ألا يعذب العامة بالغرق.

وفي رواية أخرى: فلما بلغ الماء رفعته إلى ركبتيها، فلما بلغه الماء رفعته إلى حقوها، فلما بلغه الماء رفعته إلى صدرها، فلما بلغه الماء رفعته إلى رأسها، فلما بلغها الماء قالت به هكذا، ورفع الراوي يده فوق رأسه، فقال الله: لو كنت راحماً منهم أحداً لرحمتها للصبي.

قال الزهري: بعث الله ريحاً، فحمل إليه من كل زوجين اثنين من الطير والسباع والوحش والبهائم، قالوا: واستعصت عليه الماعزة أن يدخلها السفينة، فدفعها في ذنبها، فمن ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>